وجوب الحجاب على المرأة
الحمد لله الحمد لله الذي خلق كل شئ فقدره تقديرا وفاوت بين خلقه في ذواتهم وصفاتهم وأعمالهم حكمة وتدبيرا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وكان الله على كل شئ قديرا وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث إلى الخلق المبعوث إلى العالمين كافة بشيراً ونذيرا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وتابعيهم بإحسان وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد
فقد قال الله تعالى
وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) وقال الله تعالى
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) وقال تعالى
وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) أيها الأخوة من هذه الآيات الكريمة يتبين لنا مدى نقص المرأة في عقلها وتدبيرها ففي الآية الأولى بيان نقص عقلها وإدراكها وأحاطتها حتى في ما تستشهد عليه ويطلب منها رعايته وضبطه وفي الآية الثانية بيان نقص تدبيرها وتصرفها وأنها بحاجة إلى مسئول يتولى القيام عليها وهو الرجل وفي الآية الثالثة بيان أن لكل من الرجال والنساء على الآخر حقا ولكن الرجال لهم على النساء درجة وإنما قال الله عز وجل ذلك لأن لينقطع طمع المرأة في مساواة الرجل أيها الأخوة إنه كل ما عظم الخطر عظمت المسئولية وكلما كثرت أسباب الفتنة وجبت قوة الملاحظة وإننا في عصر عظم فيه الخطر وكثرت فيه أسباب الفتنة بما فتح علينا من زهرة الدنيا واتصالنا بالعالم الخارجي مباشرة أو بواسطة وسائل الأعلام وإن بلادنا هذه إن بلادنا هذه اليوم هي أقوم بلاد العالم في تنفيذ شريعة الله ولهذا نجد أعدائنا أعداء الله ورسوله أعداء الإسلام يكثفون الجهود على غزو هذه البلاد من كل ناحية وبسبب هذا وبسبب ضعف كثير من الرجال أو تهاونهم بالقيام بمسئوليتهم تجاه نسائهم وقع كثير من النساء في شرك هذه الفتنة وهاوية ذلك الخطر حتى إنك لترى المرأة الشابة تخرج من بيتها إلى السوق بألبسة مغرية ألبسة جميلة إما قصيرة وإما طويلة إما قصيرة وإما طويلة ضيقة ليس فيها ليس فوقها سواء عباءة قصيرة أو طويلة يفتحها الهواء أحياناً وترفعها المرأة نفسها عمداً أحيانا تجد بعض النساء تخرج بخمار تستر به وجهها لكنه أحياناً يكون رقيقاً يصف لون جلد وجهها وأحياناً تشده على وجهها شداً قويا بحيث تبرز مرتفعات وجهها كأنفها ووجنتها تجد بعض النساء تخرج لابسة من حلي الذهب ما لبست ثم تكشف عن ذراعيها حتى يبدو الحلي كأنما تقول للناس شاهدوا ما علي إنها لفتنة كبرى ومحنة عظمى تجد بعض النساء تخرج متطيبة بطيب قوي الرائحة يفتن كل من في قلبه مرض من الرجال وربما خلع بعض السفهاء ثياب الحياء فصار يلحقها ويغازلها ويرمي إليها بالوريقات فيها أرقام الهاتف تجد بعض النساء تخرج من بيتها تمشي في السوق مشياً قويا كما يمشي أقوى الرجال وأشد كما يمشي أقوى الرجال وأشب الرجال كأنما تريد أن يعرف الناس قوتها ونشاطها وتمشي كذلك في السوق مع صاحبتها تمازحها وتضاحكها بصوت مسموع وتدافعها بتدافع منظور أحيانا تجد بعض النساء تقف على تقف على صاحب الدكان تبايعه وقد كشفت عن يديها و ذراعيها وربما تمازحه أو يمازحها أو يضحك معها وربما تمد يده إليها من أجل أن يقيس سير الساعة عليها إلى غير ذلك مما يفعله بعض النساء من أسباب الفتنة والخطر العظيم والسلوك الشاذ الخارج عن توجيهات الإسلام وطريق أمة الإٍسلام يقول الله عز وجل لنساء نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهن القدوة وهن القدوة في الذكاء يقول لهن: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم
لا تمنعوا إيماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن ) هكذا وبيوتهن خير لهن خير لهن من أي شئ خير لهن من مساجد الله فكيف بخروجهن للأسواق بدون حاجة ويقول الله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ) فإذا كانت المرأة العجوز التي لا ترجو النكاح لكبرها إذا كانت ممنوعة من التبرج بالزينة فكيف تكون الشابة التي هي محل الفتنة ويقول الله عز وجل: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) فإذا كانت المرأة مأمورة بأن تضرب بالخمار وهو ما تغطي بها رأسها على جيبها ليستر ما قد يبدو من رقبتها أو يربو من صدر أو يربو على صدرها فكيف تخالف المرأة المسلمة المؤمنة بالله ورسوله كيف تخالف إلا محاولة إبداء وجهها وهو محل الفتنة والتعلق بها ويقول الله تعالى: (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنّ) والمراد بذلك الخلخال الذي تلبسه في رجلها وتخفيه بثوبها وهذا يدل على أن النساء في عهد الصحابة رضي الله عنهم كن يخفين الحلي وهذا أمر لابد منه ولهذا قال: (لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنّ) فإذا ضربت المرأة برجلها على الأرض سمع صوت الخلخال فإذا كانت المرأة منهية أن تفعل ما يعلم به زينة الرجل المخفاة فكيف بمن تكشف عن ذراعيها حتى تشاهد زينة اليد أيها الأخوة إن فتنة المشاهدة أعظم من فتنة السماع ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس) يعني بذلك الظلمة من ذوي السلطة الذين يضربون الناس بغير حق أما من يضربون الناس بحق لتقويمهم وتأديبهم فليسوا من هؤلاء وأما الصنف الثاني فيقول النبي صلى الله عليه وسلم
ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) فقد وصف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا الصنف من النساء بأنهن كاسيات يعني عليهن كسوة ولكنهن عاريات لأن هذه الكسوة لا تستر إما لقصرها وإما لخفتها أو ضيقها مميلات إي مميلات لغيرهن بما يحصل منهن من الفتنة مائلات إي مائلات عن طريق الحق رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة بما يلففن عليهن من شعرهن أو غيره أو غيرها بما يلففن عليهن من شعورهن أو غيره حتى يكون كسنام البعير المائل وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أيما امرأة أصابت بخور فلا تشهد معنا العشاء الآخرة ) فمنعها النبي صلى الله عليه وسلم من حضور المسجد للصلاة لأنها أصابت بخوراً فكيف بمن تتطيب بما هو أطيب من البخور وأشد جاذبية ثم تخرج إلى الأسواق وصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال
خير صفوف النساء أخرها وشرها أولها ) وإنما قال ذلك لأن أخر صفوف النساء أبعد عن الرجال والاختلاط بهم هذا وهو في العبادة والصلاة فكيف بمن تلي الرجال وتختلط بهم في الأسواق أيها الأخوة المسلمون إن على الرجال مسئولية إن على الرجال مسئولية عظيمة عليهم أن يتقوا الله تعالى في أنفسهم وفي من ولاهم الله عليه وليأخذوا بتوجيهات الله عز وجل في كتابه وتوجيهات رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته وليقرؤوا قول الله عز وجل: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) وقال تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً) فهذه توجيهات أهل الإسلام أما طريق أهل الإسلام فقد قالت أم سلمة فقد قالت أم سلمة رضي الله عنها: (لما نزلت هذه الآية( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِن) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها ) أفلا نأخذ أيها المسلمون بهذه التوجيهات الإسلامية أفلا نعتبر بطريق أهل الإسلام أفلا نتقى الله عز وجل أفلا نتدارك ما وقع فيه كثير من النساء من مخالفة طريق المسلمين وأن ونلزمهن بالسلوك السليم والصراط المستقيم حتى يكون هذا المجتمع مجتمعاً إسلامياً في رجاله ونسائه في عبادته وأخلاقه أيها الأخوة هذا الذي تكلمنا عليه يسلكه بعض النساء ومن النساء من تؤمن بالله واليوم الآخر وتلتزم بأحكام الإسلام في الخلق والحياء والدعوة إلى الله عز وجل والنصيحة لبنات جنسها فهي خير في بيتها وخير صاحباتها وخير في مجتمعها نسأل الله تعالى أن يكثر من أمثال هؤلاء النساء الصالحات إنه من الجدير بنا إنه من الجدير بنا أن نحرص حرصاً تاماً وعلى أن نمنعهن من الخروج من البيوت إلا لحاجة وسيجد وستجد النساء ذلك ثقيلاً عليهن في أول الأمر لكن إذا اعتدن ذلك أعني لزوم المنزل سهل عليهن وخف عليهن فيصرن ذوات الخدور وربات الحياء إننا اللهم إننا نسألك في مقامك هذا نسألك اللهم أن تصلح أحوالنا جميعاً وأن تجعلنا من دعاة الحق وأنصاره وأن تجعلنا من الذين اتقوا الله عز وجل وقال قولاً سديدا حتى تصلح أعمالنا وتغفر ذنوبنا إنك على كل شئ قدير والحمد لله رب العالمين